أنت هنا:

  1. بهاء الروندة..أميرة الطرب الغرناطي

بهاء الروندة..أميرة الطرب الغرناطي

بهاء الروندة أميرة الغرناطي
الفنانة بهاء الروندة

هي فنانة عاشقة للطرب الغرناطي، صوتها المخملي يأسر القلوب وأداءها به شغف كبير. جمهورها يلقبها بأميرة الغرناطي. ترى الموسيقى عنصر التوازن في الحياة في ظل ضغوط الحياة اليومية. أذنها متشبعة بالتراث المغربي من أندلسي وغرناطي …غير أنها كذلك تعشق سماع وردة الجزائرية وأم كلثوم وأسمهان. ظهورها الإعلامي الأخير في برنامج “ألحان عشقناها” من إعداد الأستاذ عبد السلام الخلوفي وتقديم نجمة الملحون الفنانة سناء مرحاتي عرف نجاحا كبيرا بدا جليا في مواقع التواصل الاجتماعي في صفحتها الخاصة وصفحات الموسيقى التراثية.

في حديثها عن بداياتها وولعها وتوجهها للغرناطي تقول الفنانة بهاء الروندة لمجلة “حلووول”:

كانت البداية في فترة الطفولة في حضن العائلة… ذلك راجع لشغف والدي بالتراث. فقد كان دائم الحرص على سماع الموسيقى الأندلسية، مما جعلني أنشأ في كنف الآلة. ثم تعلمت أصول وقواعد الموسيقى الغرناطية على يد أبي الروحي الأستاذ أحمد بيرو في إطار جمعوي أنا ومجموعة من الشباب آنذاك، فكانت الإنطلاقة الحقيقية لي بعد ذلك في فعاليات مهرجان وجدة سنة 1989. فأنا محبة ولي غيرة كبيرة على هذا التراث.

ثم تستطرد أميرة الغرناطي عن التطور الذي عرفه هذا الطرب في مدينة الرباط:

هي مدرسة لها تاريخ عريق ترويه أمهات الكتب في هذا المجال للباحثين أمثال “عبد العزيز بن عبد الجليل” و “أحمد بيرو” في ديوان “الإحاطة في أنغام غرناطة” الذي يشمل نوبات على الطريقة الرباطية. فالتاريخ شهد قدوم الأندلسيين عند سقوط الأندلس، والرباط من المدن التي عرفت نزوح فئة كبيرة منهم وجلبوا ثقافتهم.كما أن الاحتلال العثماني في الجزائر أدى إلى مجيئ أسر جزائرية إلى المغرب وهذا نتج عنه تبادل ثقافي وفنّي.. كقدوم “محمد بن غبريط” وإعطائه دفعة قوية للتراث الغرناطي . إضافة إلى ذلك فإن اليهود المغاربة تداولوا هذا التراث واستعملوه فنجد “المطروز” و“الشقوري” وهي ضروب غناء نجد فيها اللمسة الغرناطية. هذه العوامل كان لها دورا في تأسيس جوق الموسيقى الغرناطية بالرباط التابع للإذاعة الوطنية برئاسة المرحوم “أحمد بناني” والذي كان من بين افراده الفنان المرحوم الحسين بلمكي و الأستاذ “أحمد بيرو” اطال الله في عمره الذي يشكل صلة الوصل بين هذا الجيل والذي سبقه و هو معروف بأدائه الرائع للنوبة الغرناطية و كذا قصائد الحوزي.

فيما يخص المحافظة على التراث الموسيقي، تقول الفنانة بهاء الروندة:

إن الحفاظ على التراث مسؤولية الجميع، فهو مسؤولية الفنان، و “المولوعين” عشاق هذا الفن، الجمعيات، وزارة الثقافة، القطاع السمعي البصري حيث أن القائمين علىه يبذلون قصارى جهدهم ، وفي هذا السياق أقول أن الأستاذ “عبد السلام الخلوفي” من الأشخاص الذين أعطوا الكثير للإرتقاء بالتراث المغربي بجميع أصنافه. لكن يجب الرجوع للتسجيلات القديمة لجوق الإذاعة الوطنية الغرناطي من أجل مداولتها و إعادة الاستماع إليها ؛ وإنجاز أبحاث وبرامج وثائقية بشكل احترافي للمحافظة و نشرالموسيقى التراثية داخل المغرب وخارجه. أظن أن تسجيل الطرب الغرناطي يجب القيام به عن قريب خاصة بتوفر الوسائل الحديثة .
أما فيما يخص توسيع “دائرة الولاعة” (محبي هذا التراث) فأنا أقوم بمعية الأستاذ امين الدبي بتأطير مجموعة صوتية للطرب الغرناطي بمدينة الرباط مما يساهم في المحافظة على هذا التراث العريق.

و تضيف عن دور المعاهد الموسيقية في نشر هذا التراث الأصيل:

بما أن الطرب الأندلسي يدرس في المعاهد الموسيقية فيجب دمج توأمه :الطرب الغرناطي. هذا بالنسبة لي تقصير يجب تجاوزه و أنا كلي تفاؤل و أتمنى من الجهات المسؤولة أن تجد حلا لهذه المسألة.

الفنانة بهاء الروندة والأستاذ أحمد بيرو
الفنانة بهاء الروندة والأستاذ أحمد بيرو

أما عن رأيها في الحضور النسوي في الموسيقى التراثية بالمغرب:

لقد مررنا بفترة كان فيها الحضور النسوي باهتا وعلى استحياء، لكن الحمد لله دائرة الولاعة بها نسبة كبيرة من النساء إضافة إلى أنه لدينا أصوات ممتازة في الساحة الغنائية..الأصوات موجودة، يبقى العمل والاجتهاد للحفاظ على التراث واستمرارته.

حين سؤالنا لها عن سبب سعادتها الغامرة أثناء الغناء على خشبة المسرح أو في الجلسات، أجابت والإبتسامة على محياها:

بالنسبة لي الغناء وكل ما هو فني فهو لإسعاد الجمهور. أنا هنا من أجل اقتسام لحظة سعادة، هي طاقة إيجابية علي منحها للناس، تضيف ضاحكة: لست هنا لأعرض عليهم ما حفظت وإلا ليس علي هنا سوى تشغيل السي دي.
و استطردت: أرى أن الفنان لديه دور نفسي وسيكولوجي محض، لم سأغني وأنا غير مبتسمة؟ في دائرة عشاق الطرب الغرناطي و المجموعة الصوتية هناك نقطة أؤكد عليها، هي أننا علينا فهم ما نتغنى به، فلا نستطيع حفظ قصائد لم نفهم المغزى منها. على سبيل المثال “مدت من الكمام يديها تطلب من الكريم الغفران” من هي؟ إنها أوراق الشجر… أومثلا “في المياه خلخلت رجليها” من هي؟ إنها جدور الشجرة….

وفي الختام تقول الفنانة بهاء الروندة لعشاق فنها الراقي:

مهما قلت لهم فلن أوفيهم حقهم، أطلب دائما أن أمثل تراث بلدنا خير تمثيل و أن أبقى عند حسن ظن الجمهور و الأستاذ أحمد بيرو الذي لا يكف عن التشجيع.
الكلام ينتهي إذا حكم الجمهور. فهذا الأخير ذواق جدا و يستحق ان نعطيه الكثير.

شاهد بالفيديو ظهور الفنانة بهاء الروندة في حلقة “ألحان عشقناها”:

كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:

  • الروندة بها
  • الغناء الغرناطي المغربيز سناء
  • property5vv
  • الطرب الشقوري
  • اميرة الشقوري
  • بهاء الروندة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أعلى الصفحة