أنت هنا:

  1. مسرحية شري دماغك: الإغتصاب ونظرة المجتمع الجاهل

مسرحية شري دماغك: الإغتصاب ونظرة المجتمع الجاهل

المرأة والإغتصاب والإنتقام..موضوع المسرحية القادمة للمخرج حمزة الوكولي

الفن وأشكاله وصلته بالواقع

الفن ترجمة لما يخالج الروح، والروح تتشبع بما تراه في واقع الحياة اليومية، وبالتالي هناك علاقة وطيدة جدا بين الفن والواقع. وبما أن الفنون بتنوعها تعبير يتجسد في عدة أشكال باستخدام مجموعة من الأدوات التي يملكها الفنان نفسه جسدا وروحا، سواء تعلق الأمر بقلمه  أوريشته…أو صوته ووجهه وجسده…فلكل فن من الفنون أسلوبا وصدى لطرح أفكار صاحبها ووقعا محددا على المتلقي الذي يركز بحواسه مع كل شكل من أشكال هذه الفنون، لتجد هذا المتذوق للفن تارة غارقا في التأمل بلوحة وتارة أخرى منسجما يستمع إلى أغنية أو مركزا يشاهد فيلما أو مسرحية.

غير أن بعض الأعمال الفنية يكون طرفاها الفنان وكذلك المتلقي إن صح التعبير، فالجمهور المشاهد لحفل غنائي والمتفاعل مع أداء المغني صوتا وحسا لا يمكن فصله عن عناصر هذا العمل الفني. ذلك أن آداء الفنان له تأثير مباشر على الجمهور الذي لحظة تفاعله مع الموسيقى يرسل رسالة يتلقاها المطرب في الحين، فتتحول تلك اللقطة وكأنها حوار بين المغني والجمهور. نفس المبدأ ينطبق على المسرح لكن بأسلوب آخر، حيث يتحول الجمهور إلى حكم مباشر على الأداء التمثيلي للفنان الذي يشخص على الخشبة. إن اقتنع بالفن المقدم له تفاعل معه لأقصى حد لتجده يقهقه تارة ويبكي في تارة أخرى.

“حمزة الوكولي” مخرج قرر الإنتفاضة على المجتمع الحاكم بالإعدام على المرأة من خلال مسرحية “شري دماغك” التي تتطرق لموضوع الإغتصاب:

من المخرجين المقتنعين برسالة المسرح في انتشال المجتمع من وحل الإيديولوجيا والفكر الضيق وتأثيره المباشرعلى مصائر أفراده، عن طريق نشوء عدد من الظواهر الإجتماعية العليلة وتوابعها التي لا تقل عنها علّة، المخرج المغربي الشاب “حمزة الوكولي” الذي قام بالتحضير إلى عمل بعنوان “اشري دماغك”  يخوض فيه صراعا بين المرأة التي تعرضت للإغتصاب، وذاك المجتمع الغارق في وحل الأمية والذكورية، مما ينتج عنه صمت المرأة عن الجرم الذي مورس ضدها.

يدخل هذا العمل في إطار “المسرح المعاصر” الذي يجمع في تفاصيله الفنون بأشكالها، من تمثيل وغناء ورقص كوريغرافي وتقنيات الإضاءة.

شارك في مسرحية اشري دماغك: إلياس بوشري، مريم بلال، محمد أيوب الشايب، نهيلة نايتو لحيان و محمد أبشري. أما السيناريو المسرحي و السينوغرافي فهو لهيثم مريزق، وتصميم الرقصات و الكوريغرافيا إلياس بوشري. والمحافظة العامة لخنساء الشحموطي. أما الرؤية و الإخراج فهي للفنان حمزة الوكولي. العرض من إعداد  فرقة محترف الفيستي للمسرح المعاصر و فنون الفرجة التابعة لجمعية طنجاوود.

اغتصاب المرأة وتوابعه من رفض من المجتمع:

يقول المخرج حمزة الوكولي لمجلة حلووول في حديثه عن مسرحية “اشري دماغك”:

في مجتمع أمي وجاهل ولديه إرتباط عشوائي بالعادات والتقاليد، يكثر ضحايا الإغتصاب وتكثر معهم الأقاويل والأحكام المسبقة بدون سند ولا شفقة ولا رحمة، مما يجعل غالبية الضحايا يلتزمون الصمت أو ينتقمون ممن كانوا سببا في مصيبتهم. ولكن أين أحكام القانون الذي رغم صرامته لا يلبي متطلبات وأخد حق الضحايا ممن هم يعانون من تعاطي الممنوعات أو لديهم سلطة النفوذ إما بالأموال أو بالمكانة؟

شري دماغك نص من وحي الخيال نعالج فيه ظاهرة ممارسة هواية ما وما ستسببه من ألم وإعتداء على الممارسة، وهنا تجدر الإشارة إلى نقطتين أساسيتين:

  • السلطة والقوة والكبرياء المتجسد في شخصية أخت كبرى وما عانت منه من أجل أختها الصغرى التي هي رمز براءة ومراهقة وعشق لرقصة التانغو كما كانت أختها في السابق.
  • النفوذ والجاه والعظمة المتجسدة في شخصية شاب متهور وكلامه عسل يصطاد به فرائسه من القاصرات، مع جعل شخصية الرسام نقطة تحول في مسار المحاكمة.

لذا فالصدفة ليست محاكمة إمرأة لمغتصب لأنه إغتصب أختها، بل هي محاكمة المجتمع و القانون و الإعلام في حد ذاته و بصريح العبارة فشراء الدماغ هو أنسب شيء للعيش في راحة تامة.

مشاهد من مسرحية شري دماغك:

كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:

  • اخت شري عادل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أعلى الصفحة